منتديات كنوز الجزائر

أحوالنا في القبور 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أحوالنا في القبور 829894
[b]ادارة المنتدي أحوالنا في القبور 103798[/b





انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات كنوز الجزائر

أحوالنا في القبور 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أحوالنا في القبور 829894
[b]ادارة المنتدي أحوالنا في القبور 103798[/b



منتديات كنوز الجزائر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات كنوز الجزائر منتدى الجزائريين والعرب لا حدود له يهتم بكل جوانب الحياة تعليم في كل المراحل ثقافة اسلام علوم تلفزيون أفلام

جود رفيعة

Social Media Exchange Website - Likenation

العملاق الألماني

geld-verdienen-234x60
افضل اجهزة كشف المعادن

الأحد يوليو 11, 2021 6:42 pm من طرف Hanan_gomaa2

افضل اجهزة كشف المعادن

كشف معادن أو دفائن أو قطع ذهبية لم يصبح بالأمر الصعب خاصة مع شركة برايزوم للتكنولوجيا نظراً لأننا نسعى جاهدين لتقديم لكم أفضل الأجهزة التي توفر لكم تنفيذ مثل هذه العمليات بأبسط درجة ممكنة.
أحوالنا في القبور …

تطبيق القران الكريم والحقيبة الإسلامية

السبت يناير 30, 2021 8:52 pm من طرف Hanan_gomaa2

تطبيق القران الكريم والحقيبة الإسلامية
أحوالنا في القبور P_1856jhym21

رابط تحميل التطبيق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

يعمل على جميع اجهزة اندرويد

يحتوي على أكثر من 100 قارئ للقرآن الكريم مع خاصية تحميل …

لباحثين عن قروض وتمويل حكومي

الجمعة يناير 22, 2021 9:27 pm من طرف Hanan_gomaa2

لباحثين عن قروض وتمويل حكومي
للمصانع - المدارس - المراكز الطبية - المشاريع التجارية - والخدمية
سواء الجديدة او توسعة القائمة
نقدم لكم حلول تمويلية تصل الي 200 مليون
مجموعة الرؤية ( دراسات جدوي - خطة عمل - نموذج اقتصادي - …

ارخص سيرفر بيع متابعين تيك توك انستقرام تويتر وفيسبوك وسناب شات ومشتركين يوتيوب

الثلاثاء يناير 05, 2021 9:46 am من طرف Hanan_gomaa2

أرخص واسرع سيرفر بيع متابعين لتقديم كل ما يخص منصات التواصل الاجتماعي
وغيره الكثير …[ متابعين — لايكات — مشتركين — مشاهدات — منشن ]
يوجد لدينا جميع الخدمات للانستقرام , تويتر , فيس بوك , يوتيوب , جوجل , تيليجرام , تيك توك…
رابط الموقع بالاسفل

مميزات موقع “ …

شركة كشف تسربات المياه

الثلاثاء نوفمبر 17, 2020 12:20 pm من طرف Hanan_gomaa2

شركة كشف تسربات المياه

أحوالنا في القبور P_1782vsf071

هل تعاني من مشاكل تسريب المياه ، شركة كشف تسربات المياه تساعدك على التخلص تماماً من هذه الأزمة وما يتبعها من مشاكل وتلفيات جسيمة.


تسريب المياه من المشكلات المؤرقة التي إذا …

أقوى العروض من موقع عروض ترويجية

الأحد سبتمبر 20, 2020 8:53 am من طرف Hanan_gomaa2

أحوالنا في القبور P_1724mr25p1
نقدم لكم في موقع عروض ترويجية جميع انواع العروض ولجميع الشركات
ومن اهم هذه العروض هي
ا_ احدث عروض العقيل الاسبوعية نجد فيها
رمان مصري طازج، تفاح اخضر تركي، موز لحم مفروم ، مربى الفراولة او التين ، …

متجر حسناء للسعادة الزوجية

السبت سبتمبر 05, 2020 12:54 pm من طرف Hanan_gomaa2

أحوالنا في القبور P_17092f8fi1


*متجر حسناء للسعادة الزوجيه*
تفضلوو زورو موقعنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
*يوجد في الموقع*


1 *العاب زوجية ممتعة*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
2 *لانجري تنكري مثير*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
3 *منشطات جنسية للمرأة*
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


مطلوب وكلاء أو موزعين لعلامة تجارية عالمية للجل المعقم للأيدي

الأحد أغسطس 16, 2020 3:19 pm من طرف Hanan_gomaa2

مطلوب وكلاء أو موزعين لعلامة تجارية عالمية للجل المعقم للأيدي
تعلن شركة أكوا إنترناشونال للتجارة والاستثمار بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وبالشراكة مع  إير آي جي الألمانية عن بحثها لوكلاء وموزعين لمنتج الجل المعقم …

انظمة انذار الحريق المميزة والمختلفة

الثلاثاء يوليو 07, 2020 8:11 pm من طرف Hanan_gomaa2

ما هو نظام إنذار الحريق :
أحوالنا في القبور P_1649kh0hv1
ما هو نظام إنذار الحريق ؟ تم تصميم نظام إنذار الحريق لتنبيهنا لحالات الطوارئ حتى نتمكن من اتخاذ إجراءات لحماية أنفسنا والموظفين وعامة الناس.


تم العثور على أجهزة إنذار …


2 مشترك

    أحوالنا في القبور

    avatar
    العزيز
    عضو متألق
    عضو متألق


    عدد المساهمات : 196
    نقاط : 5830
    الرتبة : 8
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    مميز أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف العزيز الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:50 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري


    أولا- باب بسط الثوب على القبر عند الدفن



    ذكرأبو هدبة إبراهيم بن هدبة رحمه الله أنه قال : حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم تبع جنازة ، فلما صلى عليها دعا بثوب فبسط على القبر و هو يقول : لا تتطلعوا في القبر فإنها أمانة فلعسى يحل العقدة فيرى حية سوداء متطوقة في عنقه فإنها أمانة و لعله يؤمر به فيستمع صوت السلسلة .

    و ذكر عبد الرزاق عن ابن جريج عن الشعبي رحمهم الله عن رجل أن سعد بن مالك بن مالك رضي الله عنه، قال : أمر النبي صلى الله عليه و سلم بثوب فستر على القبر حين دفن سعد بن معاذ رضي الله عنه ، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في قبر سعد بن معاذ رضي الله عنه وستر على القبر بثوب فكنت فيمن أمسك الثوب.

    فصل : اختلف العلماء في هذا الباب ، فكان عبد الله بن يزيد و شريح و أحمد بن حنبل يكرهون مد الثوب على الرجل ، و كان أحمد و إسحاق يختاران أن يفعل ذلك بقبر المرأة ، و كذلك قال أصحاب الرأي ، و لا يضر عندهم أن يفعلوا ذلك بقبر الرجل .

    و قال أبو ثور : لا بأس بذلك في قبر الرجل و المرأة . و كذلك قال الإمام الشافعي و ستر المرأة عند ذلك آكد من ستر الرجل . ذكره ابن المنذر .

    قال الشيخ المؤلف رحمه الله : و يستر الرجل و المرأة للعلة التي جاءت في حديث أنس اقتداء بفعله عليه السلام في ستر سعد بن معاذ و الله أعلم .





    و لقد أخبرني بعض أصحابنا : أنه سمع صوت جو السلسلة في قبر . و أخبرني صاحبنا الفقيه العالم شيخ الطريقة أبو عبد الله محمد بن أحمد القصري رحمه الله أنه توفي بعض الولاة بقسطنطينة فحفر له ، فلما فرغوا من الحفر وأرادوا أن يدخلوا الميت القبر إذا بحية سوداء داخل القبر ، فهابوا أن يدخلوه فيه , فحفروا له قبراً آخراً ، فلما أرادوا أن يدخلوه إذ بتلك الحية فيه , فحفروا له قبرا آخر فإذا بتلك الحية فيه, فلم يزالوا يحفرون له نحواً من ثلاثين قبراً إذا بتلك الحية تتعرض لهم في القبر الذي يريدون أن يدفنوه فيه ، فلما أعياهم ذلك سألوا ما يصنعون ؟ فقيل لهم : ادفنوه معها . نسأل الله السلامة و الستر في الدنيا والآخرة.


    ثانيا : باب ما جاء في قراءة القرآن عند القبر حالة الدفن و بعده وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ و يدعى و يستغفر له و يتصدق عليه


    ذكر أبو حامد الغزالي في كتاب الأحياء وأبو محمد عبد الحق في كتاب العاقية له .

    قال محمد بن أحمد المروروذي سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله عنه يقول : إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا بفاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد , واجعلوا ذلك لأهل المقابر فإنه يصل إليهم .



    وقال علي بن موسى الحداد : كنت مع أحمد بن حنبل في جنازة ومحمد بن قدامة الجوهري يقرأ . فلما دفنا الميت جاء رجل ضرير يقرأ عند القبر فقال له أحمد : يا هذا إن القراءة على القبر بدعة , فلما خرجنا من المقابر قال محمد بن قدامة لأحمد : يا أبا عبد الله : ما تقول في مبشر بن إسماعيل ؟ قال : ثقة . قال : هل كتبت عنه شيئاً ؟ قال : نعم . قال : أخبرني مبشر بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن العلاء بن الحجاج عن أبيه أنه أوصى إذا دفن أن يقرأ عند رأسه بفاتحة البقرة وخاتمتها ، و قال : سمعت ابن عمر يُوصي بذلك .

    قال أحمد : فارجع إلى الرجل فقل له يقرأ .



    قلت : و قد استدل بعض علمائنا على قراءة القرآن على القبر بحديث العسيب الرطب الذي شقه النبي صلى الله عليه وسلم باثنين ثم غرس على هذا واحداً وعلى هذا واحداً ثم قال : لعله أن يُخفف عنهما ما لم يبسا . خرجه البخاري و مسلم .


    و في مسند أبي داود الطيالسي : فوضع على أحدهما نصفاً وعلى الآخر نصفاً وقال : إنه يهون عليهما ما دام فيهما من بلوتهما شيء ، قالوا : ويستفاد من هذا غرس الأشجار


    وقراءة القرآن على القبور وإذا خفف عنهم بالأشجار ، فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن؟



    و قد أخرج السلفي من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مر على المقابر وقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للأموات أعطي من الأجر بعدد الأموات .



    و روي من حديث أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا قرأ المؤمن آية الكرسي ، وجعل ثوابها لأهل القبور ، أدخل الله تعالى في كل قبر مؤمن من المشرق إلى المغرب أربعين نوراً ، ووسع الله عز وجل عليهم مضاجعهم ، وأعطى الله للقارئ ثواب ستين نبياً ، ورفع له بكل ميت درجة ، وكتب له بكل ميت عشر حسنات .



    و قال الحسن من دخل المقابر فقال : اللهم رب الأجساد البالية والعظام الناخرة خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة فأدخل عليها روحاً منك وسلاماً مني, إلا كتب بعددهم حسنات .



    وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس أنه قال : خير الناس وخير من يمشي على جديد الأرض المعلمون ، كما أخلق الدين جدوده أعطوهم ولا تستأجروهم فتحرجوهم ، فإن المعلم إذا قال للصبي قل بسم الله الرحمن الرحيم, كتب الله للصبي


    وبراءة للمعلم و براءة لأبويه من النار. ذكره الثعلبي


    قال الشيخ المؤلف رحمه الله : أصل هذا الباب الصدقة التي لا اختلاف فيها فكما يصل للميت ثوابها ، فكذلك تصل قراءة القرآن والدعاء والاستغفار , إذ كل ذلك صدقة , فإن الصدقة لا تختص المال .



    و قال صلى الله عليه و سلم : و قد سئل عن قصر الصلاة في حالة الأمن فقال : صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته .



    و قال عليه السلام : يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة فإن كل تسبيحة صدقة ، وكل تلهيلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويُجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى


    ولهذا استحب العلماء زيارة القبور تحفة الميت من زائره .



    روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : ما الميت في قبره إلا كالغريق المغوث ينتظر دعوة تلحقه من أبيه أو أخيه أو صديق له ، فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا


    وما فيها ، وإن هدايا الأحياء للأموات الدعاء والاستغفار.



    و قد حكي أن امرأة جاءت إلى الحسن البصري رحمه الله فقالت : : إن ابنتي ماتت وقد أحببت أن أراها في المنام ، فعلمني صلاة أصليها لعلي أراها , فعلمها صلاة فرأت ابنتها


    وعليها لباس القطران والغل في عنقها والقيد في رجلها , فارتاعت لذلك , فأعلمت الحسن فاغتم عليها ، فلم تمض مدة حتى رآها الحسن في المنام وهي في الجنة على سرير وعلى رأسها تاج . فقالت له يا شيخ : أما تعرفني ؟ قال : لا ، قالت له : أنا تلك المرأة التي علمت أمي الصلاة فرأتني في المنام ، قال لها : فما سبب أمرك ؟ قالت : مرّ بمقبرتنا رجل فصلى على النبي صلى الله عليه وسلم و كان في المقبرة خمسمائة وستون إنساناً في العذاب فنودي : ارفعوا العذاب عنهم ببركة صلاة هذا الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم

    و قال بعضهم : مات أخ لي فرأيته في المنام فقلت : ما كان حالك حين وضعت في قبرك؟ قالت : أتاني آت بشهاب من نار, فلولا أن داعياً دعا لي لرأيت أنه سيضربني به .


    والحكايات عن الصالحين بهذا المعنى كثيرة ، ذكرها أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له . و قد ذكر في هذا المعنى أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة رحمه الله في كتاب عيون الأخبار له حكاية فيها طول ، رأينا ذكرها لاشتمالها على وعظ وتذكير وتخويف


    وتحذير وتضرع وابتهال ودعاء بالموت والانتقال .

    وروي من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من دخل المقابر فقرأ سورة يس خفف الله عنهم و كان له بعدد من فيها حسنات .

    ويروى عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة .


    و قد روى إباحة قراءة القرآن عند القبر عن العلاء بن عبد الرحمن ، و ذكر النسائي و غيره من حديث معقل بن يسار المدني عن النبي صلى الله عليه


    و سلم أنه قال: اقرأوا يس عند موتاكم ، وهذا يحتمل أن تكون القراءة عند الميت في حال موته ويحتمل أن تكون عند قبره


    قال الشيخ المؤلف رحمه الله : و في هذا المعنى حديث مرفوع من حديث أنس يأتي في باب ما يتبع الميت إلى قبره وقد قيل : إن ثواب القراءة للقارئ . وللميت : ثواب الاستماع


    ولذلك تلحقه الرحمة . قال تعالى : وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون .

    قلت : و لا يبعد في كرم الله تعالى أن يلحقه ثواب القراءة و الاستماع جميعاً ، ويلحقه ثواب ما يهدى إليه من قراءة القرآن ، وإن لم يسمعه كالصدقة و الدعاء و الاسغفار لما ذكرنا ،




    ولأن القرآن دعاء واستغفار وتضرع وابتهال ، وما يتقرب المتقربون إلى الله تعالى بمثل القرآن .

    قال صلى الله عليه و سلم : يقول الرب تبارك و تعالى : من شغله قراءة القرآن عن مسألتي أعطيته ما أعطي السائلين رواه الترمذي ، و قال فيه حديث حسن غريب .


    و قال عليه الصلاة والسلام : إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له
    والقراءة في معنى الدعاء وذلك صدقة من الولد ، ومن الصاحب والصديق والمؤمنين , حسب ما ذكرنا و بالله التوفيق .

    فإن قيل : فقد قال الله تعالى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى , وهذا يدل على أنه لا ينفع أحداً عمل أحد . قيل له : هذه آية اختلف في تأويلها أهل التأويل .

    فروي عن ابن عباس : أنها منسوخة بقوله تعالى : والذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم , فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه ويشفع الله تعالى الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء . يدل على ذلك قوله تعالى : آباؤكم و بناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعاً , وقال الربيع بن أنس في قوله تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى يعني : الكافر . وأما المؤمن فله ما سعى ، و ما سعى له غيره .
    قلت : وكثير من الأحاديث تدل على هذا القول . ويشهد له . وأن المؤمن يصل إليه ثواب العمل الصالح من غيره .




    و في الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم : من مات و عليه صيام صام له وليه .

    و قال عليه الصلاة والسلام للرجل الذي حج عن غيره قبل أن يحج عن نفسه : حج عن نفسك ثم حج عن شبرمة .


    و روي أن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها اعتكفت عن أخيها عبد الرحمن بعد موته وأعتقت عنه ، وقال سعد للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أمي توفيت ، أفأتصدق عنها ؟ قال : نعم , قال : فأي الصدقة أفضل ؟ قال : سقي الماء .


    و في الموطأ عن عبد الله بن أبي بكر عن عمته ، أنها حدثته عن جدته أنها جعلت على نفسها مشياً إلى مسجد قباء ، فماتت ولم تقضه ، فأفتى عبد الله بن عباس ابنتها أن تمشي عنها .


    قلت : و يحتمل أن يكون قوله تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى , خاصاً في السيئة بدليل ما في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم ، قال : قال الله عز وجل في الحديث القدسي الجليل : إذا هم عبدي بحسنة و لم يعملها كتبتها له حسنة ، فإن عملها كتبتها له عشراً إلى سبعمائة ضعف ، و إذا هم بسيئة و لم يعملها لم أكتبها عليه ، فإن عملها كتبتها سيئة واحدة و القرآن دال على هذا . قال الله تعالى : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها.


    و قال تعالى في سورة البقرة 262 : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة
    و قال في الآية الأخرى : كمثل جنة بربوة
    وقال عزوجل: من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرةً

    وهذا كله تفضل من الله سبحانه وتعالى

    وطريق العدل : أن ليس للإنسان إلا ما سعى، إلا أن الله عز و جل يتفضل عليه بما لم يجب , له كما أن زيادة الأضعاف فضل منه عزوجل, كتب لهم بالحسنة الواحدة : عشراً إلى سبعمائة ضعف إلى ألف ألف حسنة .

    كما قيل لأبي هريرة : أسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يقول؟ أن الله ليجزي عن الحسنة الواحدة : ألف ألف حسنة , فقال : سمعته يقول : إن الله ليجزي على الحسنة الواحدة : ألفي ألف حسنة , فهو تفضل ، و قد تفضل الله على الأطفال بإدخالهم الجنة بغير عمل , فما ظنك بعمل المؤمن عن نفسه أو عن غيره ؟

    و قد ذكر الخرائطي في كتاب القبور ، قال : سنة في الأنصار إذا حملوا الميت أن يقرأوا معه سورة البقرة .

    و إنما طولنا النفس في هذا الباب ، لأن الشيخ الفقيه القاضي الإمام مفتي الأنام عبد العزيز بن عبد السلام رحمه الله كان يفتي بأنه لا يصل للميت ثواب ما يقرأ ، و يحتج بقوله تعالى : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، فلما توفي رحمه الله ، رآه بعض أصحابه ممن كان يجالسه وسأله عن ذلك ، فقال له : إنك كنت تقول : إنه لا يصل إلى الميت ثواب ما يقرأ ويهدي إليه ، فكيف الأمر ؟ فقال له : إني كنت أقول ذلك في دار الدنيا، والآن فقد رجعت عنه لما رأيت من كرم الله تعالى في ذلك , و أنه يصل إليه ذلك.


    ثانيا- باب يدفن العبد في الأرض التي خلق منها



    وروى أبو عيسى الترمذي عن يسار بن عبيد أبي عزة انّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


    إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض ، جعل له إليها حاجة


    أو قال : بها حاجة


    قال : هذا حديث حسن صحيح ، و أبو عزة له صحبة .



    فصل : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : فائدة هذا الباب تنبيه العبد على التيقظ للموت والاستعداد له بحسن الطاعة


    والخروج عن المظلمة ، وقضاء الدين ، وإتيان الوصية بماله أو عليه في الحضر ، فضلاً عن أوان الخروج عن


    وطنه إلى سفر ، فإنه لا يدري أين كتبت منيته من بقاع الأرض.



    ثالثا : ما جاء أن كل عبد يذر عليه من تراب حفرته و في الرزق و الأجل ، و بيان قوله تعالى: مخلقةً و غير مخلقة



    روى أبو نعيم رحمه الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما من مولود إلا و قد ذُرّ عليه من تراب حفرته.



    قال أبو عاصم النبيل رحمه الله ما نجد لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فضيلة مثل هذه لأن طينتهما طينة رسول الله صلى الله عليه و سلم .


    أخرجه في باب ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، و قال : هذا حديث غريب من حديث عون لم نكتبه إلا من حديث أبي عاصم النبيل ، أحد الثقات الأعلام من أهل البصرة



    عدل سابقا من قبل العزيز في الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 9:01 pm عدل 1 مرات
    avatar
    العزيز
    عضو متألق
    عضو متألق


    عدد المساهمات : 196
    نقاط : 5830
    الرتبة : 8
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    مميز رد: أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف العزيز الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:51 pm



    و روى مرة رحمه الله ، عن ابن مسعود رضي الله عنه، أن الملك الموكل بالرحم يأخذ النطفة من الرحم فيضعها على كفه ، ثم يقول : يا رب ، مخلقة أو غير مخلقة ؟ فإن قال مخلقة ، قال : يا رب ما الرزق ؟ ما الأثر ؟ ما الأجل ؟ فيقول : انظر في أم الكتاب ، فينظر في اللوح المحفوظ ، فيجد فيه رزقه ، وأثره ، وأجله ، وعمله ، ويأخذ التراب الذي يدفن في بقعته ويعجن به نطفته .

    فذلك قوله تعالى : منها خلقناكم وفيها نُعيدكم ومنها نُخرجكم تارةً أخرى
    أخرجه الترمذي الحكيم ، أبو عبد الله في نوادر الأصول.


    و ذكر عن علقمة ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال : إن النطفة إذا استقرت في الرحم أخذها الملك بكفه ، فقال : أي رب أمخلقة أو غير مخلقة ؟ فإن قال : غير مخلقة لم تكن نسمة, وقذفتها بالأرحام دماً.


    وإن قال : مخلقة ، قال : أي رب أذكر ، أم أنثى ؟ أشقي ، أم سعيد ؟ ماالأجل ؟ وما الأثر ؟


    وما الرزق ؟ وبأي أرض تموت ؟ فيقول : اذهب إلى أم الكتاب ، فإنك ستجد هذه النطفة فيها ، فيقال للنطفة : من ربك ؟ فتقول : الله, فيقال: من رازقك؟ فتقول: الله, فتخلق,

    فتعيش في أجلها ، وتأكل رزقها ، و تطأ أثرها ، فإذا جاء أجلها ماتت ، فدفنت في ذلك المكان ، فالآثر : هو التراب الذي يؤخذ فيعجن به ماؤه.

    و قال محمد بن سيرين رحمه الله: لو حلفت , حلفت صادقاً باراً ، غير شاك ولا مستثن ، أن الله ما خلق نبيه محمداً صلى الله عليه و سلم ، ولا أبا بكر ، ولا عمر ، إلا من طينة واحدة ثم ردهم إلى تلك الطينة.

    قلت : و ممن خلق من تلك التربة : عيسى بن مريم عليه السلام على ما سيأتي بيانه آخر الكتاب إن شاء الله تعالى ، و هذا الباب يُبين لك معنى قوله تعالى : يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب .. و قوله تعالى : هو الذي خلقكم من طين .
    وقوله تعالى : ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين
    ولا تعارض في شيء من ذلك على ما بينا في كتاب الجامع لأحكام القرآن ، والمبين لما تضمن من السنة وآي الفرقان
    وهذا الباب يجمع لك كله فتأمله .


    رابعا : مايتبع الميت إلى قبره و بعد موته و ما يبقى معه فيه


    روى مسلك من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يتبع الميت ثلاث . فيرجع اثنان و يبقى واحد : يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله.

    وروى أبو نعيم من حديث قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    سبع يجري أجرها للعبد بعد موته وهو في قبره : من علم علماً أو أجرى نهراً أو حفر بئراً أو غرس نخلاً أو بنى مسجداً أو ورث مصحفاً أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته


    هذا حديث غريب من حديث قتادة تفرد به أبو نعيم عبد الرحمن بن هانئ النخعي عن العزرمي محمد بن عبد الله عن قتادة . وأخرجه الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني في سننه من حديث الزهري .


    حدثني أبو عبد الله الأغر ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّرسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
    إن مما يلحق المؤمن من عمله و حسناته بعد موته : علماً علمه ونشره ، أو ولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه ، أو مسجداً بناه ، أو بيتاً لابن السبيل بناه ، أو نهراً أجراه ، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته تلحقه بعد موته .


    وروى أبو هدبة إبراهيم بن هدبة قال حدثنا أنس بن مالك أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنك لتصدق عن ميتك بصدقة فيجيء بها ملك من الملائكة في أطباق من نور ، فيقوم على رأس القبر فينادي : يا صاحب القبر الغريب : أهلك قد أهدوا إليك هذه الهدية فأقبلها . قال : فيدخلها إليه في قبره ويفسح له في مداخله وينور له فيه فيقول : جزى الله أهلي عني خير الجزاء



    avatar
    العزيز
    عضو متألق
    عضو متألق


    عدد المساهمات : 196
    نقاط : 5830
    الرتبة : 8
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    مميز رد: أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف العزيز الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:52 pm


    خامسا : ما جاء في هول المطلع

    تقدم من حديث جابر بن عبد الله قرضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لاتمنوا الموت فإن هول المطلع شديد الحديث .

    ولما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال له رجل : إني لأرجو أن لا تمس جلدك النار , فنظر إليه ثم قال : إن من غررتموه لمغرور . والله لو أن لي ما على الأرض لافتديت به من هول المطلع .

    وأخرج ابن المبارك رحمه الله عن أبو الدرداء رضي الله عنه أنه قال : أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث . أضحكني مؤمل دنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك بملء فيه لا يدري أأرضى الله أم أسخطه ؟
    وأبكاني : فراق الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه.
    وأحزنني هول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي الله يوم تبدو السريرة علانية , ثم لايدري إلى الجنة أو إلى النار .

    قال : وأخبرنا محمد ، بلغ به أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ألا أحدثكم بيومين و ليلتين لم تسمع الخلائق بمثلهن : أول يوم يجيئك من الله تعالى ، إما برضاه وإما بسخطه


    و يوم تعرض فيه على ربك آخذاً كتابك ، وإما بيمينك وإما بشمالك , وليلة تستأنف فيها المبيت في القبور ولم تبت فيها قط . وليلة تمخض صبيحتها يوم القيامة.



    سادسا : باب ماجاء أن القبر أول منازل الآخرة وفي البكاء عنده ، وفي حكمه والاستعداد له

    اخرج ابن ماجه عن هانىء بن عثمان قال : كان عثمان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته , فقيل له : تذكر الجنة


    والنار ولاتبكي, وتبكي من هذا ؟ قال رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن القبر أول منازل الآخرة . فإن نجا منه أحد فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعد أشد منه .

    واخرج ابن ماجه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في جنازة . فجلس على شفير القبر فبكى وأبكى حتى بل الثرى ثم قال : يا إخواني لمثل هذا فأعدوا.



    فصل : القبر واحد القبور في الكثرة وأقبر في القلة ويقال للمدفن : مقبر .


    و اختلف في أول من سن القبر ؟ فقد قيل الغراب , لما قتل قابيل هابيل.


    وقيل: انّ قابيل كان يعلم الدفن, ولكن ترك أخاه بالعراء استخفافاً به ، فبعث الله غراباً يبحث التراب على هابيل ليدفنه . فقال عند ذلك:
    يا ويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوآة أخي فأصبح من النادمين
    حيث رأى إكرام الله لهابيل بأن قبض الله الغراب له حتى واراه .
    ولم يكن ذلك ندم توبة . و قيل : ندمه إنما كان على فقده . لا على قتله.
    قال ابن عباس رضي الله عنهما : ولو كانت ندامته على قتله لكانت الندامة توبة.
    ويقال : إنه لما قتله قعد يبكي عند رأسه . إذ أقبل غرابان فاقتتلا . فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له حفرة فدفنه ، ففعل القاتل بأخيه كذلك . فبقي ذلك سنة لازمة في بني آدم .
    وفي التنزيل قوله تعالى في سورة عبس : ثم أماته فأقبره

    أي جعل له الله عزوجل قبراً يواري فيه إكراماً له , ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله الطير والعوافي.


    وحكم القبر : أن يكون مسنماً . مرفوعاً على وجه الأرض قليلاً غير مبني بالطين والحجارة والجص فإن كل ذلك مُنهى عنه .



    وروى مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه . وفي رواية للترمذي أيضاً عن جابر رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تجصص القبور وأن يـُكتب عليها وأن يبنى عليها وأن توطأ
    قال أبو عيسى هذا حديث صحيح


    قال علماؤنا رحمهم الله : وكره مالك تجصيص القبور ، لأن ذلك من المباهاة وزينة الحياة الدنيا , وتلك منازل الآخرة ، وليس بموضع المباهاة ، وإنما يـُزيّن الميت في قبره عمله.

    و في صحيح مسلم ، عن أبي الهياج الأسدي قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ ألا تدع تمثال إلا طمسته ، و لا قبراً مشرفاً إلا سويته

    وقال أبو داود في المراسيل ، عن عاصم بن أبي صالح : رأيت قبر النبي صلى الله عليه وسلم شبراً أونحواً من شبر يعني في الارتفاع.

    قال علماؤنا ـ رحمة الله عليهم ـ : يُسنّم القبر ليعرف كي يحترم


    ويمنع من الارتفاع الكثير الذي كانت الجاهلية تفعله ، فإنها كانت تعلى عليها ، و تبني فوقها تفخيماً لها وتعظيماً

    و كان يزيد الرقاشي رحمه الله يقول في كلامه : أيها المقبور في حفرته ، المتخلى في القبر بوحدته ، المستأنس في بطن الأرض بأعماله ، ليت شعري بأي أعمالك استبشرت؟ وبأي أحوالك اغتبطت؟ ثم يبكي حتى يبل عمامته ، وكان يقول : استبشر ـ والله ـ بأعماله الصالحة ، واغتبط ـ والله ـ بإخوانه المعاونين له على طاعة الله ، وكان إذا نظر إلى القبر صرخ كما يصرخ الثور . وسيأتي كيف أنّ القبر يُكلم العبد إذا وضع فيه ، وما فيه من الموعظة إن شاء الله تعالى .



    سابعا : باب ما جاء في اختيار البقعة التي سيدفن فيها



    أخرج أبو داود الطيالسي مرفوعا الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم ، يقول : من زار قبري ـ أو قال : من زارني ـ كنت له شهيداً أو شفيعاً ، و من مات بأحد الحرمين بعثه الله عز و جل في الآمنين يوم القيامة.

    ونفس معنى الحديث أخرجه الدارقطني عن حاطب أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من زارني بعد موتي فكأنما زارني حياً في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين ، بعث من الآمنين يوم القيامة.

    وأخرج البخاري ومسلم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام ، فلما جاء صكه ففقأ عينه. فرجع إلى ربه ، فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، قال : فرد الله إليه عينه ، وقال : ارجع إليه ، و قل له : يضع يده على متن جلد ثور ، فله بما غطت يده كل شعرة سنة ، قال : أي رب ، ثم مه ؟ قال : ثم الموت ، قال : فالآن . فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية حجر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر .

    و في رواية أخرى ، قال : جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام ، فقال له : أجب ربك ، قال : فلطم موسى عين الملك ففقأها ، و ذكر نحوه


    قال الترمذي وصححه أبو محمد عبد الحق ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن مات بها

    و في الموطأ أن عمر رضي الله عنه ، كان يقول : اللهم ارزقني شهادة في سبيلك ووفاة في بلد نبيك .

    و كان سعد بن أبي وقاص ، و سعيد بن زيد رضي الله عنهما ، قد عهدا أن يحملا من العقيق إلى البقيع مقبرة المدينة فيدفنا بها ، والله أعلم لفضل علموه هناك ، قال : فإن فضل المدينة غير منكور ولا مجهول ، ولو لم يكن إلا مجاورة الصالحين والفضلاء من الشهداء وغيرها لكفى.


    وروى عن كعب الأحبار أنه قال لبعض أهل مصر ، لما قال له : هل لك من حاجة ؟ فقال : نعم ، جراب من تراب سفح المقطم ، يعني : جبل مصر ، قال : فقلت له : يرحمك الله ، وما تريد منه ؟ قال : أضعه في قبري ، قال له : تقول هذا وأنت بالمدينة؟
    وقد قيل في البقيع ما قيل ، قال : إنا نجد في الكتاب الأول أنه مقدس ما بين القصير إلى اليحموم .

    فصل : قال علماؤنا رحمة الله عليهم : البقاع لا تقدس أحداً ولا تطهره ، وإنما الذي يقدسه من وضر الذنوب ودنسها : التوبة النصوح مع الأعمال الصالحة ، أما إنه قد يتعلق بالبقعة تقديس ما ، وهو إذا عمل العبد فيها عملاً صالحاً ضوعف له بشرف البقعة مضاعفة تكفر سيئاته ، وترجح ميزانه ، وتدخله الجنة ، وكذلك تقديسه إذا مات على معنى التتبع لصالح ، لا أنها توجب التقديس ابتداء .

    وقد روى مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : ما أحب أن أدفن بالبقيع ، لأن أدفن في غيره أحب إلي . ثم بين العلة ، فقال : مخافة أن تنبش لي عظام رجل صالح ، أو نجاور فاجراً ، وهذا تستوي فيه سائر البقاع ، فدل على أن الدفن بالأرض المقدسة ليس بالمجمع عليه ، وقد يستحسن الإنسان أن يدفن بموضع قرابته واخوانه زجيرانه, لا لفضل ولا لدرجة.
    avatar
    العزيز
    عضو متألق
    عضو متألق


    عدد المساهمات : 196
    نقاط : 5830
    الرتبة : 8
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    مميز رد: أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف العزيز الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:52 pm

    فصل : إن قال قائل : كيف جاز لموسى عليه السلام أن يـُقدم على ضرب ملك الموت حتى فقأ عينه ؟ فالجواب من وجوه ستة :

    الأول : أنها كانت عيناً متخيلة ، لا حقيقة لها ، و هذا القول باطل . لأنه يؤدي إلى أن ما يراه الأنبياء . من صور الملائكة لا حقيقة لها ، و هذا مذهب السالمية .

    الثاني : أنها كانت عيناً معنوية فقأها بالحجة ، و هذا مجاز لا حقيقة له .
    الثالث : أنه لم يعرفه ، و ظنه رجلاً دخل منزله بغير إذنه ، يريد نفسه فدافع عنها ، فلطمه : ففقأ عينه ، وتجب المدافعة في مثل هذا بكل ممكن ، وهذا وجه حسن ، لأنه حقيقة في العين والصك ، قاله الإمام أبو بكر بن خزيمة إلا أنه اعترض بما في الحديث نفسه ، وهو أن ملك الموت عليه السلام لما رجع إلى الله تعالى ، قال : يا رب أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فلو لم يعرفه موسى لما صدر هذا القول من ملك الموت .
    الرابع : أن موسى عليه السلام كان سريع الغضب ، وسرعة غضبه كانت سبباً لصكه ملك الموت ، قاله ابن العربي في الأحكام ، وهذا فاسد ، لأن الأنبياء معصومون أن يقع منهم ابتداء مثل هذا في الرضا والغضب .
    الخامس : ما قاله ابن مهدي رحمه الله : أن عينه المستعارة ذهبت لأجل أنه جعل له أن يتصور بما شاء ، فكأن موسى عليه السلام لطمه وهو متصور بصورة غيره بدلالة أنه رأى بعد ذلك معه عينه .
    السادس : وهو أصحها إن شاء الله ، وذلك أن موسى عليه السلام كان عنده ما أخبر تبيناً عليه السلام من أن الله تعالى لا يقبض روحه حتى يخيره .





    وما أخرجه البخاري و غيره ـ فلما جاءه ملك الموت على غير الوجه الذي أعلم بادر بشهامته وقوة نفسه إلى أدبه . فلطمت ففقئت عينه امتحاناً لملك الموت . إذ لم يصرح له بالتخير ، ومما يدل على صحة هذا : أنه لما رجع إليه ملك الموت فخيره بين الحياة والموت . اختار الموت واستسلم ، والله بغيبه أعلم وأحكم ، و ذكره ابن العربي في قبسه بمعناه و الحمد لله .

    و قد ذكر الترمذي الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول حديث أبي هريرة رضي الله عنه , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بما معناه : كان ملك الموت عليه السلام يأتي الناس عياناً حتى أتى موسى عليه السلام فلطمه ففقأ عينه , فكان يأتي الناس بعد ذلك في خفية.



    ثامنا : باب يُختار للميت قوم صالحون يكون معهم


    أخرج أبو سعيد الماليني في كتاب المؤتلف والمختلف ،
    وأبو بكر الخرائطي في كتاب القبور ، من حديث سفيان الثوري مرفوعا الى علي رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ندفن موتانا وسط قوم صالحين . فإن الموتى يتأذون بالجار السوء كما يتأذى به الأحياء .

    وذكر الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار, عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا مات لأحدكم الميت فحسنوا كفنه ، وعجلوا إنجاز وصيته ، وأعمقوا له في قبره وجنبوه جار السوء قيل : يا رسول الله : وهل ينفع الجار الصالح في الآخرة ؟ قال : هل ينفع في الدنيا؟ قالوا : نعم . قال : كذلك ينفع في الآخرة .



    وأخرج أبو نعيم الحافظ بإسناده من حديث مالك بن أنس عن عمه نافع بن مالك ، عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أدفنوا موتاكم وسط قوم صالحين . فإن الميت يتأذى بالجار السوء.

    فصل قال علماؤنا رحمهم الله : و يستحب لك ـ رحمك الله ـ أن تقصد بميتك قبور الصالحين . ومدافن أهل الخير . فندفنه معهم ، وتنزله بإزائهم ، وتسكنه في جوارهم ، تبركا بهم ، وتوسلاً إلى الله عز وجل بقربهم ، وأن تجتنب به قبور من سواهم ، ممن يخاف التأذي بمجاورته ، و لتألم بمشاهدة حاله حسب ما جاء في الحديث .

    يروى أن امرأة دفنت بقرطبة فأتت أهلها في النوم فجعلت تعتهم وتشكوهم وتقول : ما وجدتم أن تدفنوني إلا إلى فرن الجير ؟ فلما أصبحوا نظروا فلم يروا في ذلك الموضع كله ولا بقربه فرن جير . فبحثوا وسألوا عن من كان مدفوناً بإزائها ؟ فوجدوه رجلاً سيافاً كان لابن عامر وقبره إلى قبرها . فأخرجوها من جواره . ذكر هذا أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له.
    و عن أعرابي أنه قال لوالده : ما فعل الله بك ؟ قال : ما ضرني إلا أني دفنت بإزاء فلان - وكان فاسقاً - قد روعني ما يعذب به من أنواع العذاب .
    وروى أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن محمد الختلي في كتاب الديباج له وحدثني أبو الوليد رباح بن الوليد الموصلي . قال : وحدثت عن عبد الملك بن عبد العزيز عن طاووس بن ذكوان اليماني ، أنه أخبرهم أنه قدم حاجاً فمر بالأبطح عند المقابر مع رفقاء له فقال : بينما أنا أصلي في جوف الليل وعلي برد لي أحرش أخذته باليمن بسبعين ديناراً وقبر قريب مني محفور . إذ رأيت شمعاً قد أقبل به مع جنازة . فإذا قائل يقول في قبر قريب من القبر المحفور : اللهم إني أعوذ بك من الجار السوء . قال : فركعت ثم سجدت و سلمت . ثم خرجت حتى لقيت أصحاب الجنازة فسلمت وقلت : لا تقربونا وتنحوا عنا ـ عافاكم الله ـ قالوا : ما نستطيع ذلك . وقد حفرنا قبرنا هذا . ولا نستطيع أن نذهب إلى غيره . فقلت : من أولى بالجنازة ؟ فقالوا : هذا ابنه . فقلت له : هل لك أن تتنحى عنا وتناولني ثوبك هذا الذي عليك فألبسه وأعطيك بردي هذا ، فإني قد أخذته باليمن بسبعين ديناراً وهو ها هنا خير من سبعين ؟ فإن كان على أبيك دين قضيته عنه . وإن لم يكن ، انتفع بذلك الورثة .
    وتكف عنا ما نكره . قال : فأنكر القوم قولي أن يكون على رجل برد يلتف به ثمنه سبعون ديناراً . فاحتجت إلى أن أخبرهم من أنا ؟ فقلت : تعرفون طاووس اليماني ؟ قالوا : نعم . قلت : فأنا طاووس اليماني, وما قلت في البرد إلا حقاً . فناولني الرجل رداءه وأخذ ردائي وانصرف عنا ،
    وأقبلت حتى وقفت على صاحب القبر . فقلت : ما كان لك ليجاورك جار تكرهه وأنا أستطيع رده . ثم عدت إلى صلاتي .


    فصل: بما جاء أن الموتى يتزاورون في قبورهم واستحسان الكفن لذلك

    اخرج الترمذي ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه , واخرج الحافظ أبو نصر عبد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني في كتاب الإبانة له حديثا مرفوعا الى جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حسنوا أكفان موتاكم ، فإنهم يتباهون ويتزاورون في قبورهم.



    وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه , عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه.
    avatar
    العزيز
    عضو متألق
    عضو متألق


    عدد المساهمات : 196
    نقاط : 5830
    الرتبة : 8
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    مميز رد: أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف العزيز الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:53 pm


    تاسعا: باب ما جاء في كلام القبر كل يوم وكلامه للعبد إذا وضع فيه

    اخرج الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه . قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مصلاه فرأى ناساً يكشرون ، فقال : أما أنكم لو أكثرتم من ذكر هاذم اللذات لشغلكم عما أرى؟ ـ يعني الموت ـ فأكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت . فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه . فيقول : أنا بيت الغربة ، و أنا بيت الوحدة ، و أنا بيت التراب ، و أنا بيت الدود . فإذا دفن العبد المؤمن . قال له القبر : مرحباً و أهلاً أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي ، فإذا وليتك اليوم و صرت إلي فسترى صنيعي بك فيتسع له مد بصره ، و يفتح له باب الجنة . و إذا دفن العبد الفاجرأو الكافر قال له القبر : لا مرحباً و لا أهلاً . أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي . فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنيعي بك قال : فيلتئم عليه حتى يلتقي وتختلف أضلاعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه فأدخل بعضها جوف بعض . قال : ويُقيض الله له تسعين تنيناً أو تسعة وتسعين لو أن واحداً منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئاً ما بقيت الدنيا ، فتنهشه حتى يفضى به إلى الحساب قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار
    وقال أبو عيسى : هذا حديث غريب .

    وأخرج هناد بن السرى مرفوعا الى عبد الله بن عبيد بن عمير قال : يجعل الله للقبر لساناً ينطق به فيقول : ابن آدم كيف نسيتني ؟ أما علمت أني بيت الدود ، وبيت الوحدة ، وبيت الوحشة؟

    قال : وحدثنا وكيع ، عن مالك بن مغول ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : إن القبر ليبكي و يقول في بكائه : أنا بيت الوحشة ، أنا بيت الوحدة ، أنا بيت الدود.

    ذكر أبو عمر بن عبد البر ، روى يحيى بن جابر الطائي ، عن ابن عائذ الأزدي عن غضيف بن الحارث قال : أتيت بيت المقدس أنا وعبد الله بن عبيد بن عمير قال : فجلسنا إلى عبد الله بن عمرو بن العاص فسمعته يقول : إن القبر يكلم العبد إذا وضع فيه فيقول : يا ابن آدم ما غرك بي ؟ ألم تعلم أني بيت الوحدة ؟ ألم تعلم أني بيت الظلمة ؟ ألم تعلم أني بيت الحق ؟ يا ابن آدم ما غرك بي ؟ ! لقد كنت تمشي حولي فداداً . قال ابن عائذ : قلت لغضيف : ما الفداد يا أبا اسماعيل ؟ قال : كبعض مشيتك يا ابن أخي . قال غضيف : فقال لصاحبي ـ و كان أكبر مني ـ لعبد الله بن عمرو : فإن كان مؤمناً فماذا له ؟ قال : يوسع له في قبره و يجعل منزله أخضر و يعرج بروحه إلى السماء .

    و ذكره أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له ، عن أبي الحجاج الثمالي قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول القبر للميت إذا وضع فيه : ويحك يا ابن آدم ما غرك بي ؟ ألم تعلم أني بيت الفتنة . و بيت الظلمة . و بيت الدود ؟ ما غرك إذ كنت تمر بي فداداً ؟ قال : فإنا كان صالحاً أجاب عنه مجيب القبر .. فيقول : أرأيت إن كان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ؟ قال فيقول القبر : فإني أعود عليه خضراً ويعود جسده نوراً . وتصعد روحه إلى رب العالمين.


    وذكر هذا الحديث أبو أحمد الحاكم في كتاب الكنى ، وذكره أيضاً قاسم بن أضبع قال : قيل لأبي الحجاج ما الفداد ؟ قال : الذي يقدم رجلاً ويؤخر أخرى . يعني الذي يمشي مشية المتبخر .

    و ذكر ابن المبارك قال : أخبرنا داود بن ناقد قال : سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول : بلغني أن الميت يقعد في حفرته و هو يسمع وخط مشيعيه ولا يكلمه شيء أول من حفرته فتقول : ويحك يا ابن آدم قد حذرتني وحذرت ضيقي و ظلماتي . ونتني وهولي . هذا ما أعددت لك فما أعددت لي ؟

    الوخط و الوخد : سرعة السير في المشي .




    و قال سفيان الثوري : مَن أكثرَ مِن ذِكر القبر وجدَه روضة من رياض الجنة . ومَن غفِل عن ذِكره وجدَه حفرة من حفر النار.

    و قال أحمد بن حرب : تتعجب الأرض ممّن يُمهّدُ مضجعه ، ويُسوّي فراشه لنوم . وتقول : يا ابن آدم ألا تذكر طول رقادك في جوفي ، وما بيني وبينك شيء ؟

    وقيل لبعض الزهاد : ما أبلغ العظات ؟ قال : النظر إلى محلة الأموات . ولقد أحسن أبو العتاهية حيث يقول :


    وعظتك أجداث صمت .... ونعتك أزمنة خفت

    و تكلمت عن أوجه تبلى.... وعن صور سبت
    وأرتك نفسك في القبور... وأنت حي لم تمت


    avatar
    العزيز
    عضو متألق
    عضو متألق


    عدد المساهمات : 196
    نقاط : 5830
    الرتبة : 8
    تاريخ التسجيل : 04/12/2009

    مميز رد: أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف العزيز الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 6:53 pm



    وروي عن الحسن البصري أنه قال : كنت خلف جنازة فاتبعتها ، حتى وصلوا بها إلى حفرتها ، فنادت امرأة فقالت : يا أهل القبور ! لوعرفتم من نُقل إليكم لأعززتموه ؟ قال الحسن : فسمعت صوتاً من الحفرة وهو يقول : قد والله نقل إلينا بأوزار كالجبال وقد أذن لي أن آكله حتى يعود رميماً .

    قال : فاضطربت الجنازة فوق النعش وخرّ الحسن مغشياً عليه .






    والله وحده أعلم بغيبه وأحكم
    لؤلؤة الجزائر
    لؤلؤة الجزائر
    مشرفة
    مشرفة


    انثى القوس الحصان
    عدد المساهمات : 252
    نقاط : 5470
    الرتبة : 12
    تاريخ الميلاد : 14/12/1990
    تاريخ التسجيل : 19/05/2010
    العمر : 33
    الموقع : لا يوجد
    العمل/الترفيه : البحث
    المزاج : هادئة

    مميز رد: أحوالنا في القبور

    مُساهمة من طرف لؤلؤة الجزائر الجمعة سبتمبر 17, 2010 6:28 pm

    بارك الله فيك
    و جزاك الله خيرا
    مشكووووووووووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 11:04 pm