رمضان نقطة تحول
والأيام خلق من خلق الله تعالى، ورمضان هو من خيرة هذه الأيام، وبه خير ليلة. وإن لم تؤثر هذه الأيام العظيمة على النفس إيجابيا فبمَ تتأثر هذه النفس ؟ وإذا لم تتأثر فى رمضان فمتى تتأثر ؟؟؟ ومتى تتغير ؟؟؟؟
إن رمضان حدث، بل هو حدث كبير، والنفوس الكبيرة هي من تتعامل مع الأحداث الكبيرة بنفس كبيرة وروح كبيرة وفكر كبير.
رمضان يجب أن يكون لنا جميعا نقطة تحول نحو الأفضل، خاصة ونحن نعيش أياما يصعب وصفها في سطور، ولكنها أيام عصيبة تحتاج إلى نفوس تعرف كيف تطور نفسها مع تطور الأحداث، وتعرف كيف تستجيب لسنن الله في الكون، ومنها سنة التغيير، وكما علمنا الرحمن الرحيم في قوله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، وهذا رمضان جاء يمنحنا فرصة للتغيير.
ومن الكلمات الرائعة للإمام البنا -رحمه الله - وهو يستقبل هذا الضيف الكريم فيخاطبه قائلاً : "ها هو ذا السحاب ينقشع، والغيم ينجاب ويتكشَّف، والسماء تبتسم عن غرةالهلال، إنه هلال رمضان، مرحبًا بك يا شهر الخير، مرحبًا بك يا شهر الإنسانيةالكاملة، مرحبًا بك يا شهر الروحانية الفاضلة، مرحبًا بك يا شهر الحرية الصحيحة،مرحبًا بك يا شهر رمضان، أقبل أقبل وأقم طويلاً في هذه الأمة الطيبة المسكينة،وألقِ عليها درسًا من هذه الدروس البليغة، ولا تفارقها حتى تزكِّيَ أرواحَها،وتصفِّيَ نفوسها، وتُصلحَ أخلاقَها وتجددَ حياتَها، وتُقيْم موازين التقدير فيها،فتعلم أن المطامع أساس الاستعباد، وأن الشهوات قيود الأَسْر، وأن أساس الحريةالاستغناء، وأن الاستغناء يستتبع المشقة، ولكنها مشقةٌ عذبةٌ لذيذةٌ؛ لأنها ستنتجالحرية، والحرية أحلى من الحياة.
اللهم بلغنا رمضان , ووفقنا فيه لكل اعمال الخير التي ترضيك عنا , واجعلنا من دعاتك المخلصين , وتقبل منا سائر الأعمال واجعلها خالصةً لوجهك الكريم , واجعلنا جميعاً اخواناً على سررٍ متقابلين فى جناتك جنات النعيم .
اللهم آمين