السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله ... نحمده و نستعينه ونستغفره .ونعوذ بالله من شرور أنفسنآ ... وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً...وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله
بلغ عن الله رسالاته ونصح له في برياته فجزاه الله بأفضل ما جزى به نبياً عن أمته ..
...
.. ..أيها المباركون
القرآن كلام الله تبارك وتعالى .. نزل به خير الملائكة " جبريل" على قلب خير الرسل محمد بن عبد الله صلوات الله عليه وسلامه عليه ... جاء القرآن عظيماً في كل شيء !!
فيه ذكر الله جل وعلا ...
فيه الدلائل العظيمة على توحيده وأنه لا أحد يخلق ولا يرزق سواه ...
وأنه الرب الذي لا رب غيره والإله الذي لا إله سواه ...
قال أصدق القائلين :
{وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ{5} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{6} وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ{7}}
...فجعل الله جل وعلا توحيده وإفراده بالعبادة أعظم ما دل القرآن عليه وما أرشد القرآن إليه
وأخبر جل وعلا أن هذا الغاية العظمى من "دعوة الرسل" ومن " إنزال الكتب " !
{ رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ }
دل القرآن على أن في أنباء الرسل صلوات الله وسلامه عليهم
[ تثبيتاً للفؤاد ] ...
كما أن في هديهم عليهم السلام طريقاً إلى رحمة رب العباد {وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }
...
فهذه الأمة أمة مرحومة !!
فسابقها سابق ... ومقتصدها ناجي ... وظالم نفسه فيها مغفورله برحمة الله جل وعلا وفضله ...
قدر الله جل وعلا فيها الظالم لنفسه حتى لا ييأس من روح الله وأغفل الله جل وعلا فيها السابق ! حتى لا يغتر بعمله ..!
والجميع أحوج ما يكونوا إلى رحمة ربهم وخالقهم ومولاهم...
ذكر جل وعلا في القرآن بعض أخبار اليوم الآخر !
قال ربنا:
{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً{67} فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً }
ثم قال سبحانه
{وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً}
...
عباد الله !!
ما أريدت غاية أعظم من ()رضوان ربنا تبارك وتعالى() ...
فرضوان الله جل وعلا هي الغاية العظمى التي شمر إليها العاملون !
ولا ريب أن [تلاوة القرآن وحفظه] من أعظم ما ينال به المرء رضوان ربه تبارك وتعالى ....
...
قال الله جل وعلا عن كتابه العظيم
{قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ } أي../ أن إيمانكم بالقرآن لا يزيد القرآن رفعة...
وعدم إيمان البشر بالقرآن لا ينقص من قدر القرآن شيئاً !!
لأنه كلام الله إنما يعود نفع حفظه..وتلاوته..وتدبره ...على من حفظه وتدبره وتلاه !
وجعل الله جل وعلا على ذلك الأجر العظيم وقيام المدارس وحلقات التحفيظ والإشراف عليها ودعمها ... وقيام الأباء بتشجيع أبنائهم على ذلك... كل ذلك يندرج في هذا السياج العظيم () والطريق الخير العميم الذي يكون للمؤمن زاداً يوم يلقى الله عز وجل ...
على أنه ينبغي أن يعلم أن القرآن حفظه وإن تُلي وإن قرئ تفسيراً ...!
إلا أن الغاية منه العمل به ..!
وأن يكون في ذلك بعثاً أن يخشى المؤمن ربه في سره وعلانيته ...
وكل من خشي الله فهو عالمٌ " بمقدار خشيته
" وكل من عصي الله فهو " جاهلٌ بمقدار " معصيته قال ربنا
{ ِإنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء } .
...
هذه كلمات نسأل الله أن ينفع بها
والله جل وعلا هو المسئول أن ينفعنا جميعاً بما علمنا
وأن يجعلنا من أوليائه ومن عباده الصالحين..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ/صآلح المغآمسي ...