كشفت مصادر ' أن مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب بدائرة الاستعلامات العسكرية قد وضعت تقريرا حول عدد من الجزائريين الذين تدربوا في معسكرات بأفغانستان وباكستان وكيفية التحاقهم بالمقاتلين العرب ضد القوات الأمريكية، وعلاقتهم بتنظيم القاعدة الأم وحركة طالبان الأفغانية بزعامة الملا عمر، وتصريحاتهم لمحققين من المخابرات الفرنسية والبريطانية وعناصر المكتب الفيدرالي الأمريكي.
شمل تحقيق مصالح الأمن الجزائريين الذين تسلمتهم من طرف جهات أجنبية، كلا من أبو ياسر في الأربعينات من العمر واسمه الحقيقي (بوبكر.ب) والشخص الثاني مصطفى أبو عبد الله ينحدران من الجنوب الغربي، إضافة إلى أبو رضوان الجزائري وأبو عبد العزيز الأوراسي وعبد الرحمان العاصمي، حيث تمكن كل واحد منهم من الخروج من أرض الوطن على طريقته الخاصة.
الهجرة من موريتانيا نحو السعودية وباكستان
نجح أبو عبد الله مع زميله في اختراق الحدود والتسلل عبر العديد من المناطق باتجاه العاصمة المالية باماكو عن طريق تيميمون وأدرار انطلاقا من بشار عن طريق عصابات تهريب البشر، وبعد وصولهما إلى التراب المالي افترقا ليغادر بعدها أبو عبد الله إلى العاصمة الموريتانية نواكشط ويمكث بها قرابة الخمسة أشهر كوّن خلالها علاقات واسعة مع السلفيين المتواجدين في موريتانيا، وأفاد في تصريحاته لمصالح الأمن أنه كان يعتمد في تنقله ومصروفه اليومي على ما يعود عليه من عمله في شوارع مدينة نواكشط حيث يكثر تواجد المحاضر ''الزوايا'' والمدارس الدينية، كما كان يلجأ إلى الإقامة داخل مسجد قطر بضواحي نواكشط.
بعد تردي أوضاع أبو عبد الله الجزائري على الأراضي الموريتانية، قرر هذا الأخير الهجرة نحو المملكة العربية السعودية باستعمال جواز سفر مزور تحت اسم عمر ولد محمد، كان قد وفره له أحد الإسلاميين لا يتذكر اسمه.
وبعدها تمكن مصطفى من الدخول إلى المملكة العربية السعودية عبر مطار جدة الدولي باستعمال هذا الجواز المزور، حيث عمل في المملكة العربية السعودية في منطقة مكة المكرمة في ميدان النجارة مع أشخاص أجانب، وخلال الفترة التي مكث بها في مكة التحق به عدد من الجزائريين من بينهم أبو رضوان أو أبو ياسر وبعض الأطفال من جنسية جزائرية، حيث قرروا بعد تشاور بينهم التوجه من جديد نحو باكستان تحت غطاء العمل في وكالة الغوث الإسلامية رفقة عشرة أشخاص من جنسية سعودية.
عند وصول الوفد الجزائري إلى بيشاور مكثوا عند أحد الإسلاميين السعوديين المدعو يوسف حمدان قرابة الأسبوع، وبعدها تم تحويلهم رفقة آخرين إلى أحد معسكرات التدريب والتي تحمل معسكر ''صدى''، حيث تدرب الجزائريون على استعمال مختلف الأسلحة لمدة أسبوعين بإشراف من المصري الجنسية المدعو أبو صهيب الأصواني.
وأوضحت التحقيقات الأمنية أن الجزائريين كانت تنحصر مهمتهم في باكستان على نقل المواد الغذائية والحاجيات الضرورية بمنطقة ''فروجة'' الواقعة على الحدود الأفغانية، وبعدها تم تحويل الجزائريين للإشراف على إحدى المدارس الدينية ببيشاور لمدة السنتين.
وأوضحت التحقيقات مع المعنيين أنه خلال فترة إقامتهم على الأراضي الباكستانية تزوج عدد من الجزائريين بباكستانيات الجنسية.
قرر أبو عبد الله الجزائري بعد تأزم الأوضاع في باكستان، التنقل إلى اليمن رفقة زوجته الباكستانية الجنسية المدعوة مهدية حميد غول عن طريق استعمال جواز سفر عراقي مزور يحمل اسم عثمان فرج عبد الله، والذي اشتراه من عراقي يدعى إبراهيم بمبلغ مالي بالعملة الصعبة، وعند وصولهما إلى الأراضي اليمنية أقاما في مركز خيري بأحد المساجد في مدينة معبر، الذي يدعى مسجد الشيخ محمد الإمام، وبعدها تمكن أبو عبد الله من تأجير منزل بالمنطقة المذكورة آنفا بعد أن تحصل على عمل كلحام وأقام في اليمن لفترة السنتين تقريبا، عقد خلالها عددا من اللقاءات مع العرب الأجانب المقيمين في معبر كما وطد علاقته مع الإسلاميين اليمنيين.
قضية الفرار إلى اليمن
بعد مطاردة المخابرات اليمنية لعدد من المشتبه فيهم من العرب الأجانب المقيمين في مدينة معبر والذين تربطهم علاقة بمركز مسجد الشيخ الإمام، عاد من جديد الجزائري أبو عبد الله رفقة عائلته الباكستانية إلى بيشاور حيث لم تطل مدة إقامته ليرحل بعدها إلى أفغانستان، حيث كانت حركة طالبان تسيطر على العديد من المدن، ويستقر به الحال في مدينة جلال أباد، حيث قام بتأجير بيت وفتح محلا لبيع قارورات الغاز الطبيعي وبيع بعض المواد التي يتم إحضارها من المدن الباكستانية. وبعد هجوم القوات الأمريكية على أفغانستان قرر عدد من الجزائريين ترحيل عائلاتهم إلى بشاور وهو ما سمح لهم بالإقامة معها، غير أن تردد عدد من المقاتلين الجزائريين على منزله في بيشاور من بينهم أبو عبد العزيز الأوراسي البالغ من العمر 27 سنة والمنحدر من باتنة، أدى إلى اعتقاله وحجز أمواله ومصادرة بعض الوثائق الدينية والمحتويات الشخصية، إضافة إلى تصوير منزله بكاميرا رقمية من طرف رجال المخابرات الباكستانية.
وبعدها تم نقلهم إلى مقر الاستخبارات العامة بباكستان حيث حضر محققون من المكتب الفيدرالي لسماع تصريحات أبو عبد الله ورفيقه أبو عبد العزيز الجزائريين، وأضاف المعنيان أنهما لم يكونا وحدهما داخل الحجز بل تعرفا على عدد آخر من الموقوفين من جنسيات مختلفة هم على التوالي أبو أيمن 34 سنة وأبو محمد 30 سنة من السودان وحماد33 سنة يعمل بإحدى المؤسسات الغوثية الكويتية، وأبو عبد التواب من جنسية صومالية يبلغ من العمر 60 سنة.
أضاف الجزائريون الموقوفون أن عناصر الأمن من مكتب التحقيقات الفيدرالية والمخابرات الأمريكية مع نظيرتها الباكستانية، كانت تحقق معهم حول علاقتهم بحركة طالبان والملا عمر وتنظيم القاعدة الأم بقيادة أسامة بن لادن، كما خضع الجزائريون المعتقلون لاستجواب مطول من طرف عناصر المخابرات الفرنسية الذين سألوهم عن قضايا تخص تهديد القاعدة للتراب الفرنسي وكذا علاقتهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وإن كانت تربطهم صلة أو معرفة بالإسلاميين المتواجدين على الأراضي الفرنسية بصورة خاصة والأوروبية بصورة أعم.
نفس الحالة شهدتها وقائع لجزائريين مع المخابرات البريطانية التي كانت تهدف للاستفادة منهم بأكثر قدر ممكن في توفيرهم معلومات تخص نشاط الإسلاميين على الأراضي البريطانية، وكذا استجوابهم حول علاقتهم بأشخاص في الجزائر قبل مغادرتها، ومحاولة عقد صفقات مع المعتقلين الجزائريين في تجنيدهم داخل مراكز الحجز والسجون التي يتواجد فيها الإسلاميون المتشددون، مقابل الاستفادة من الإقامة داخل التراب البريطاني وحتى منحهم الجنسية البريطانية وعدم ترحيلهم إلى البلد الأم.
شمل تحقيق مصالح الأمن الجزائريين الذين تسلمتهم من طرف جهات أجنبية، كلا من أبو ياسر في الأربعينات من العمر واسمه الحقيقي (بوبكر.ب) والشخص الثاني مصطفى أبو عبد الله ينحدران من الجنوب الغربي، إضافة إلى أبو رضوان الجزائري وأبو عبد العزيز الأوراسي وعبد الرحمان العاصمي، حيث تمكن كل واحد منهم من الخروج من أرض الوطن على طريقته الخاصة.
الهجرة من موريتانيا نحو السعودية وباكستان
نجح أبو عبد الله مع زميله في اختراق الحدود والتسلل عبر العديد من المناطق باتجاه العاصمة المالية باماكو عن طريق تيميمون وأدرار انطلاقا من بشار عن طريق عصابات تهريب البشر، وبعد وصولهما إلى التراب المالي افترقا ليغادر بعدها أبو عبد الله إلى العاصمة الموريتانية نواكشط ويمكث بها قرابة الخمسة أشهر كوّن خلالها علاقات واسعة مع السلفيين المتواجدين في موريتانيا، وأفاد في تصريحاته لمصالح الأمن أنه كان يعتمد في تنقله ومصروفه اليومي على ما يعود عليه من عمله في شوارع مدينة نواكشط حيث يكثر تواجد المحاضر ''الزوايا'' والمدارس الدينية، كما كان يلجأ إلى الإقامة داخل مسجد قطر بضواحي نواكشط.
بعد تردي أوضاع أبو عبد الله الجزائري على الأراضي الموريتانية، قرر هذا الأخير الهجرة نحو المملكة العربية السعودية باستعمال جواز سفر مزور تحت اسم عمر ولد محمد، كان قد وفره له أحد الإسلاميين لا يتذكر اسمه.
وبعدها تمكن مصطفى من الدخول إلى المملكة العربية السعودية عبر مطار جدة الدولي باستعمال هذا الجواز المزور، حيث عمل في المملكة العربية السعودية في منطقة مكة المكرمة في ميدان النجارة مع أشخاص أجانب، وخلال الفترة التي مكث بها في مكة التحق به عدد من الجزائريين من بينهم أبو رضوان أو أبو ياسر وبعض الأطفال من جنسية جزائرية، حيث قرروا بعد تشاور بينهم التوجه من جديد نحو باكستان تحت غطاء العمل في وكالة الغوث الإسلامية رفقة عشرة أشخاص من جنسية سعودية.
عند وصول الوفد الجزائري إلى بيشاور مكثوا عند أحد الإسلاميين السعوديين المدعو يوسف حمدان قرابة الأسبوع، وبعدها تم تحويلهم رفقة آخرين إلى أحد معسكرات التدريب والتي تحمل معسكر ''صدى''، حيث تدرب الجزائريون على استعمال مختلف الأسلحة لمدة أسبوعين بإشراف من المصري الجنسية المدعو أبو صهيب الأصواني.
وأوضحت التحقيقات الأمنية أن الجزائريين كانت تنحصر مهمتهم في باكستان على نقل المواد الغذائية والحاجيات الضرورية بمنطقة ''فروجة'' الواقعة على الحدود الأفغانية، وبعدها تم تحويل الجزائريين للإشراف على إحدى المدارس الدينية ببيشاور لمدة السنتين.
وأوضحت التحقيقات مع المعنيين أنه خلال فترة إقامتهم على الأراضي الباكستانية تزوج عدد من الجزائريين بباكستانيات الجنسية.
قرر أبو عبد الله الجزائري بعد تأزم الأوضاع في باكستان، التنقل إلى اليمن رفقة زوجته الباكستانية الجنسية المدعوة مهدية حميد غول عن طريق استعمال جواز سفر عراقي مزور يحمل اسم عثمان فرج عبد الله، والذي اشتراه من عراقي يدعى إبراهيم بمبلغ مالي بالعملة الصعبة، وعند وصولهما إلى الأراضي اليمنية أقاما في مركز خيري بأحد المساجد في مدينة معبر، الذي يدعى مسجد الشيخ محمد الإمام، وبعدها تمكن أبو عبد الله من تأجير منزل بالمنطقة المذكورة آنفا بعد أن تحصل على عمل كلحام وأقام في اليمن لفترة السنتين تقريبا، عقد خلالها عددا من اللقاءات مع العرب الأجانب المقيمين في معبر كما وطد علاقته مع الإسلاميين اليمنيين.
قضية الفرار إلى اليمن
بعد مطاردة المخابرات اليمنية لعدد من المشتبه فيهم من العرب الأجانب المقيمين في مدينة معبر والذين تربطهم علاقة بمركز مسجد الشيخ الإمام، عاد من جديد الجزائري أبو عبد الله رفقة عائلته الباكستانية إلى بيشاور حيث لم تطل مدة إقامته ليرحل بعدها إلى أفغانستان، حيث كانت حركة طالبان تسيطر على العديد من المدن، ويستقر به الحال في مدينة جلال أباد، حيث قام بتأجير بيت وفتح محلا لبيع قارورات الغاز الطبيعي وبيع بعض المواد التي يتم إحضارها من المدن الباكستانية. وبعد هجوم القوات الأمريكية على أفغانستان قرر عدد من الجزائريين ترحيل عائلاتهم إلى بشاور وهو ما سمح لهم بالإقامة معها، غير أن تردد عدد من المقاتلين الجزائريين على منزله في بيشاور من بينهم أبو عبد العزيز الأوراسي البالغ من العمر 27 سنة والمنحدر من باتنة، أدى إلى اعتقاله وحجز أمواله ومصادرة بعض الوثائق الدينية والمحتويات الشخصية، إضافة إلى تصوير منزله بكاميرا رقمية من طرف رجال المخابرات الباكستانية.
وبعدها تم نقلهم إلى مقر الاستخبارات العامة بباكستان حيث حضر محققون من المكتب الفيدرالي لسماع تصريحات أبو عبد الله ورفيقه أبو عبد العزيز الجزائريين، وأضاف المعنيان أنهما لم يكونا وحدهما داخل الحجز بل تعرفا على عدد آخر من الموقوفين من جنسيات مختلفة هم على التوالي أبو أيمن 34 سنة وأبو محمد 30 سنة من السودان وحماد33 سنة يعمل بإحدى المؤسسات الغوثية الكويتية، وأبو عبد التواب من جنسية صومالية يبلغ من العمر 60 سنة.
أضاف الجزائريون الموقوفون أن عناصر الأمن من مكتب التحقيقات الفيدرالية والمخابرات الأمريكية مع نظيرتها الباكستانية، كانت تحقق معهم حول علاقتهم بحركة طالبان والملا عمر وتنظيم القاعدة الأم بقيادة أسامة بن لادن، كما خضع الجزائريون المعتقلون لاستجواب مطول من طرف عناصر المخابرات الفرنسية الذين سألوهم عن قضايا تخص تهديد القاعدة للتراب الفرنسي وكذا علاقتهم بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وإن كانت تربطهم صلة أو معرفة بالإسلاميين المتواجدين على الأراضي الفرنسية بصورة خاصة والأوروبية بصورة أعم.
نفس الحالة شهدتها وقائع لجزائريين مع المخابرات البريطانية التي كانت تهدف للاستفادة منهم بأكثر قدر ممكن في توفيرهم معلومات تخص نشاط الإسلاميين على الأراضي البريطانية، وكذا استجوابهم حول علاقتهم بأشخاص في الجزائر قبل مغادرتها، ومحاولة عقد صفقات مع المعتقلين الجزائريين في تجنيدهم داخل مراكز الحجز والسجون التي يتواجد فيها الإسلاميون المتشددون، مقابل الاستفادة من الإقامة داخل التراب البريطاني وحتى منحهم الجنسية البريطانية وعدم ترحيلهم إلى البلد الأم.